في مدينة كبيرة جميلة يكثر بها المرح كانت تعيش هناك عائلة سعيدة مكوّنة من
أم و أب و ثلاث أطفال{منى،جنى،أحمد} كانت هذه العائلة تلقّّب بالعائلة المرحة
لكونها تحب المرح و الاستمتاع بوقتها و إقامة الحفلات ،و قد كان الأبوان يحبّان
أولادهما كثيرا و يدللانّهما.و في السّادس من جوان حان موعد عيد ميلاد أحمد ،
حظرت العائلة بشوق للحفلة و دعت كل أصدقائها و أقاربها ،كانت أجمل حفلة
أقامتها هذه العائلة و قد قررت الأم أخذ أبنائها الثّلاثة إلى المنتزه يوم الغد لأن الأب
يعمل ، و في يوم الغد حضّرت الأمّ أشياء الرّحلة و ذهبت مع أولادها ،لعب
الأطفال إلى شدّة التّعب ،فحزمت الأم الأمتعة وعادت مع أولادها ...
و في الطريق ...يا لهذا الحدث المروّع اصطدمت شاحنة كبيرة بسيّارة الأم ،لم
تكن الأم في تلك اللّحظة تفكر إلاّ في أولادها المساكين ، حضر رجال الإسعاف
و الشّرطة و اصطحبوا الأم و الأبناء الثّلاثة إلى المشفى ،و قد كان كلّ واحد منهم
في مشفى لكي يسعفوا بسرعة ،أصيبت الأم بكسر كبير في قدمها لكن لم تكن
حالتها سيئة.قدم الأب بسرعة و قد كان يرتجف من الخوف و بعد نصف ساعة
أخبره الطّبيب بأنّ ابنته جنى قد توفيت ،نزل الخبر كالصّاعقة على الأب المسكين.
و بعد ربع ساعة تماما تلقى اتصالا من المشفى الآخر ... قال الأب بصوت مرتعب
(أرجوك ،قل لي أن ابنتي على قيد الحياة ) فرّد الطّبيب (أنا أسف فقد توفيت ) سقط
الهاتف من يد الأب المسكين الّذي لم يكن بيده شيء سوى الإيمان بالقضاء و القدر
أخبر الأب زوجته بالخبر المؤلم وعندما سألا عن حالة أحمد أخبرهما الطّبيب بأنّه على
وشك توديع الحياة. ذهب الأب مع الأم ليودعا ابنهما المتبقي ، و قالا له : لا تخف...أنت في
طريقك إلى لقاء أختيك. ذهب أحمد و أختيه و تركا وراءهما أبوين محبين حزينين. بعد جنازة
الأطفال لم يكن الأبوين قادرين على رؤية أي طفل أو سماع صوته و قد كانا يسافران في
الأعياد و المناسبات ،وبعد عام و نصف من وفاة أطفالهما و بفضل كرامة اللّه أنجب الأبوان
ثلاثة توائم و من العجيب أنهما كانا بنتان و ولد سميّاهما (جنى،منى،وأحمد). لم ينسى الأبوان
أبناءهما و سعدا بأبنائهما الجدد و عاشا معهما حياة هنيئة.

وشكرا