سنوات عديدة مرت و انا أنتظر بلهفة شوق تلك القادمة من بعيد ....سنوات من الانتظار توالت و قلبي تحرقه من كل جانب النار.......نار الشوق و الحب .......كيف لا و قد ألفها معه طيلة سنتين كاملتين...ثم فجأة رحلت.....لكنها لم ترحل بعيدا هي هنا فقط في مكان ما ..أين؟ أين؟....لم يعلم القلب أين....يأس اصابه الاحباط .....الى ان جاء ذاك اليوم و عرف انها بجواره لكنها لا تريده ان يراها...ازداد حسرة على حسرة...كيف ؟ هي بجواري الآن لا تفصلني عنها سوى بضع خطوات..لكن.....واحسرتاه هي لا تريد لقائي....بكى القلب دما...ذرف القلب دموعا....اغمي عليه...ثم اخذ استراحة محارب....مـــات القلب.....نعم مات من حسرته و هو يرى من احبها بجنون تدوس عليه و ترميه للضباع تأكل منه كيف تشاء......مات القلب و هي من قتلته.....مشت بدون استحياء في جنازته لتغيضه .......مرت عدة الميت و انقضى الحداد على قلبي.......عدت من جديد لكن بدون قلب.......بعد ان مات قلبي كلمتني .......قالت لي هل يمكن ان نلتقي الآن.....قالتها بنبرة جريح مطعون بسكين من جمر......اجبت بدون شعور ببرودة بعفوية دون أن أقصد قلت لها : أين ؟....قالت في مكاننا المعتاد في قصر صداقتنا القديم......أي قصر صداقة تتحدث عنه ؟.....آه تذكرت عرفت اي قصر هو......ذهبت الى المكان جلست على كرسي هش يملأه الغبار ...العناكب في كل مكان ...الشمس تغطيها ظلمة الزجاج.....الظلمة تغزو القصر ..... و اشباح كلمات حبنا تطوف به....كانت من قبل حية محفوظة لكن ما انت مات قلبي ماتت هي صارت اشباح....ادركت حينها ان الحب كان من طرف واحد ....هي لم تحبني يوما ......و لم تستغلني يوما...لا اعلم لماذا صادقتني.......هل هي الشفقة أم هو الشعور بالذنب لانها التقت بي ........لا اعلم......في القصر رأيت من بعيد ظلا خلته شبحا اعتدت على رؤيته يسمى الوفاء لكنه ليس هو فقد كان يجر شيئا لم اعلم ما هو .....اقترب اقتربب .....احترت في امره ...فهو يجر صندوقا بسلسلة طوقها في رقبته و وجهه مغطى برداء اسود .....لا اكاد ارى ملامحه.....حدقت به لكنني لم اخف منه فمشاعري ماتت مع قلبي.......حدقت به طويلا الى ان مللت التحديق فوجهة نظري مجددا للشمس التي تغطيها غبرة الزجاج...... أ...أعت....بدأ ذلك المجهول يحاول الكلام...قال أ ثم أعت ثم صمت ...ثم سقط منهارا ......بكى كطفل صغير .......لم اعلم لماذا يبكي..... و لم آبه له....حتى قال لم تعرفيني انا صديقتك قاتلة قلبك جئت اعتذر منك و هذا ذنبي اجره و راء ظهري......انا التي اعدمت مشاعرك لم اخل يوما ان حياتي ستسوء بفراقك ...... لم اعلم انني كنت احبك..... ثم واصلت بكاءها بحسرة و ندم ....هنا تحرك شيئ داخلي ..... شيئ لم احس به منذ مدة طويلة......نطق هذا الشيئ قال لها : لا عليك لقد سامحتك..انه قلبي عاد للحياة من جديد