أجل كان حزني
بليغا وألمي لا يوصف شعرت أنني أقبل على مآسي لا حد لها سيقع على كتفي
الهزيلتين عبء ثقيل..ليتني لم ! ..لكنني قد خرجت لأنه لم يعد مسموحا لي
البقاء هناك أكثر مما مكثت ...انه يوم فرح فيه الجميع عداي وضحكوا كلهم
سرورا لبكائي ..قررت ان افتح عيني المرتجفتين ببطء لئلا اصدم بما أتوقع
لأرى من رافقتني رائحتها الزكية وصوتها الندي وعاطفتها الجياشة طيلة تسع
الشهور الفائتة..أسدل وجهها الشاحب الطمأنينة على قلبي المنقبض وتأكدت أنني
لن اكون وحيدة فيما اقبل عليه فلا شك وان هذا الصدر اللذيذ سيضمني كلما
انقبض الزمن واشتد الحظ وترامت الايام بأعبائها.......ياه هاهو يقبل علي
بابتسامته العريضة لم تكن رائحته وصوته الخفيف يفارقانني في الظلام وددت لو
ابادر بالاعتذار لأنني فتاة لكنه تدني فقبلني لأدرك انه أحبني اعمق مما لو
كنت فتى ثم رقبني آملا فقذف في قلبي الصغير ثقة زلزلت احشائي فصرخت باكية
منها ظن انني راغبة بالصدر الحنون فأعادني اليه .......واقبلت الواحدة تلوى
الاخرى تتهافتن علي يقبلنني ويداعبنني (ليتهن لازلن يفعلن ) شعرت بشيء من
السرور فابتسمت فظنن انني كبرت فرأيتهن يستعجلنني لاشاركهن اللهو والمرح
واللعب .........
هاهو قلبي ينقبض مجددا فلا يفتئ ذلك الشعور بالخوف والالم يراودني حتى تميل
شفتاي ويعبس محياي والجأ للبكاء ثم لا ارى غير النوم حلا جيدا ومهربا آمنا


...غريب: لماذا يكون صغيرا حزينا رغم
امكانه من السعادة الى أبعد الحدود فكل شيء بسيط وعمله بلا رقابة او عقاب
او تأنيب ..؟؟ ..هل تراه أدرك حجم التكليف عليه ام شعر بعذاب الحياة ؟؟؟
فما باله ينسى بل يتناسى حقيقة الحياة والتكليف عليه اذ يبلغ مبلغا من
العمر يحتاج الى ذلك الادراك والايمان؟؟؟